29 مارس 2010

الطفوله و الطالب

تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة ( 4 – 6 ) سنوات مرحلة هامة وتمهيدية في حياة الطفل, وفي تكوينه الاجتماعي والتربوي وفي توجيه سلوكه وتنميته وتنشئته تنشئة اجتماعية سليمة، وفي هذه المرحلة يسلك الأطفال بعض السلوكيات غير المرغوبة كالسلوك العدواني والخجل الاجتماعي والنشاط الزائد, مما يزعج الأمهات والمربين والمعلمين، وهذه السلوكيات ان لم تجد تدخلا واعيا, ربما تؤدي بالطفل للفشل الاجتماعي وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي, فتضيع فرصة على هذا الطفل لأن يتوافق مع المدرسة. ويمكن الحد من تأثيرهذه السلوكيات غير المرغوبة من خلال فنيات الارشاد وخبرات المعلم, مثل درايته لفن رواية القصة وما يتبعها من أنشطة تثير خيال الأطفال وتظهر قدراتهم الإبداعية، إذ أن فن رواية القصة يشد انتباه الأطفال ويدفعهم للمشاركة في الأنشطة التي تعقبها كتمثيل الأدوار, أو حكاية قصة مشابهة أو استخدام رموز القصة في قصص مختلفة يحكيها الأطفال.




وتسبب مشكلة التسرب المدرسي ضياعا وخسارة للتلاميذ أنفسهم, فهي تترك أثارها السلبية في نفسية التلاميذ وتعطل المشاركة المنتجة في المجتمع, وهي بمثابة إهدار تربوي هائل وتسبب زيادة حجم الأمية والبطالة, وتضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للفرد والمجتمع, وتزيد من حجم المشكلات الاجتماعية؛ كالانحراف والسرقة والاعتداء على الغير, وتزيد من مشكلة أطفال الشوارع, وتزيد من حجم عمالة الأطفال, مما يعرضهم للعنف والتحول من البناء والتطور إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج والإرشاد, وتسبب الاستمرار في الجهل والتخلف, ومشكلات الزواج المبكر وغيرها من المشكلات.



هذا وترجع أسباب عدم الانتظام الدراسي وترك المدرسة من قبل الطالب إلى التفكك الأسري، والعوامل الاقتصادية احيانا، ونتيجة لظروف اسرية خاصة.

فالتفكك الأسري ربما يكون من اكثر أسباب عدم الانتظام الدراسي وكما تشير الدراسات في هذا المجال بان هناك علاقة وثيقة بين انهيار الأسرة والانحراف، ومغادرة الحدث للمنزل، فالحدث الناشئ في أسرة متصدعة يفقد بالضرورة عناصر الرعاية الصحية والتوجيـه السليم, وهذا يسرع في تسربهم من مدارسهم وعدم انتظامهم بالدراسة. كما تلعب الأسباب الاقتصادية ايضا دورا في هذا المجال, حيث يؤدي ضعف الدخل إلى لجوء بعض الأسر إلى تشغيل ابنائهم. ومن ابرز سمات الطلاب -غير المنتظمين دراسيا- النفسية الرئيسية التي يشتركون فيها تتسم بسوء التوافق ، القلق ، العدوان ، ضعف تقدير الذات.

فالطفل الذي يتعرض للنبذ أو القسوة، سواء اكان ذلك داخل اسرته او خارجها, أو يتعرض لنظام تنشئة صارم ومتضارب، فانه اكثر عرضة لان يصبح عدوانياً متمرداً على الانضباط المدرسي، ويصبح صعب القياد, وغير منتمي لأي من الأنماط الاجتماعية التي يحملها الاطفال العاديون في مثل سنه.

وكثير من غير المنضبطين والمنتظمين دراسيا ظهرت لديهم بعض المشاكل السلوكية العدوانية في الفصل الدراسي ؛ كالمقاطعة ، والثرثرة ، والتحدث بدون استئذان، والتشاجر والتحريض والتحرش , والشتم بالألفاظ النابية، والتكتل ضد المعلم ، والاستيلاء على ممتلكات الغير.

وقبيل نهاية ورقة العمل قدم الدكتور بعضالاقتراحات والحلول لتفعيل الانضباط المدرسي منها :

- تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين في المدارس.

- خلق شراكة مع كافة القطاعات ذات الصلة بالموضوع .

- الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.

- التأكيد على دور وسائل الاعلام.

- تفعيل التواصل والتعاون بين مجالس الاباء والمعلمين ومديريات التعليم على المستوى المحلي .

- الاهتمام بجودة التعليم وتأهيل المعلمين والعاملين في المجال المدرسي والاهتمام بالأنشطة التربوية الموازية بهدف ترغيب الطلاب بالمدرسة.

- تعزيز المدارس بأطر متخصصة لاسيما في مجالات العلوم النفسية والاجتماعية .

- الانفتاح والتنسيق مع هيئات المجتمع المدني للتصدي لظاهرة الهدر المدرسي .

- إعادة النظر في أدوار التوجيه والمتابعة داخل المدرسة، وجعله مستمرا.

- تثمين دور التعليم الخاص في التصدي لظاهرة الانقطاع عن الدراسة .

- ضرورة تكثيف برامج الإرشاد والتوجيه المدرسي , ومعرفة ميول الطلاب واهتماماتهم ورغباتهم واتجاهاتهم مع تعديلها والاستفادة منها عند بناء البرامج والخطط القصيرة والطويلة المدى .

- ضرورة تطوير البحوث العلمية والتخطيط الواقعي والمشاركة كآليات أساسية لتطوير البرامج العلاجية والوقائية لظاهرة عدم الانتظام الدراسي والانضباط السلوكي بالمدارس

- وضع برامج علمية موحدة لإعداد الأطفال غير المنتظمين دراسيا تتضمن الإعداد العلمي الدقيق والاستمرارية مع ضمان التمويل لهذه البرامج.

- سد منابع التسرب وذلك بتعزيز الخدمات الأساسية في المدارس كخدمات التعليم الذي يعزز الانتظام الدراسي, بحيث تصبح بيئة المدرسة بيئة معززة وجاذبة للطالب.

_ تحسين البيئة المدرسة بمكوناتها المختلفة، دون اللجوء لأساليب القمع والترهيب الذي تلجأ إليه إدارات بعض المدارس وبعض المعلمين لتحقيق ذلك الانضباط .

- رفع مستوى الاداء داخل المدرسة - معلمين، مديرين ، إداريين..- بإيجاد برامج تدريب وتأهيل, وخاصة فيما يتعلق بمهارات التعامل مع الأفراد, ولابد من العمل على إكساب العاملين في المدرسة لأساليب التعامل الإيجابي فيما بينهم، ومع الآخرين وخاصة الطلاب.

- أن يقوم كل فرد في المدرسة بأداء دوره في عملية الضبط وان يتكامل الجميع في أدوارهم ويتعاونوا, وان يتم التعاون مع الآباء ومؤسسات المجتمع مع الحرص على التنسيق بين هذه الجهات لتحقيق الهدف ذاته.

- وضع آليات اكثر فعالية للتعامل مع حالات الغياب المتكرر في المدارس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق